نشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) مقالًا عن حملة مكافحة الفساد المستمرة في الصين. يوضح المقال كيف يختلف النهج الصيني عن النماذج الغربية، ويسلط الضوء على الحوكمة الذاتية للحزب، ويؤكد أن جهود مكافحة الفساد تخدم الشعب في نهاية المطاف.
بكين, 27 ديسمبر 2025 /PRNewswire/ — اجتمع المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (CPC) يوم الخميس لمراجعة أعمال التفتيش والانضباط وتحديد الأولويات لعام 2026، في إشارة جديدة إلى أن معركة الصين ضد الفساد لن تتوقف ولن تتراجع.
ترأَّس الاجتماع الرئيس الصيني Xi Jinping، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. هذا العام، وفي أثناء حضوره الاجتماعات الكبرى وجولاته التفقدية، شدد Xi مرارًا على أن تحسين أسلوب عمل الحزب، وتعزيز النزاهة في الحوكمة، ومكافحة الفساد هي مسيرة لا نهاية لها.
الحوكمة الذاتية للحزب بمعايير أعلى
شدد الاجتماع على موقفه الصارم، مُؤكِدًا التزامه بمواصلة بذل جهود دؤوبة لتعزيز الحوكمة الذاتية الشاملة والصارمة للحزب بمعايير أعلى وإجراءات أكثر فاعلية، لتوفير ضمانة قوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026–2030).
هذا الإطار يقع في صميم فِكر Xi بشأن ممارسة الحوكمة الذاتية الصارمة للحزب، ويعكس مبدأً أوسعَ مفادُه: “إن نجاح الصين مرهون بالحزب، ولذلك يجب أن نضمن أن يمارس الحزب الحوكمة الذاتية الصارمة في جميع الجوانب”.
الانضباط حتى أدقّ التفاصيل
جدد الاجتماع التأكيد على ضرورة توحيد تنفيذ “قرار النقاط الثماني” الصادر عن الحزب الشيوعي الصيني بشأن تحسين سلوك الحزب والحكومة، بما يجعل السلوك الرسمي أكثر تنظيمًا ومؤسسية.
“قرار النقاط الثماني” هو مجموعة من القواعد التي اعتمدتها قيادة الحزب في ديسمبر 2012 لمعالجة مشكلات بيروقراطية مُزْمنة، من بينها الامتيازات الرسمية والولائم الباهظة. وقد وضع القرار قواعد دقيقة للجولات البحثية، والاجتماعات، والوثائق الرسمية، والواجبات الأخرى، ثم تم توسيع نطاقه لضبط سلوك جميع أعضاء الحزب، بهدف تحسين السلوك بشكلٍ منهجي.
ويختلف هذا النهج عن نماذج الحوكمة في الغرب. أشار John Ross، الزميل البارز في معهد شينجيانغ للدراسات المالية بجامعة رنمين الصينية، إلى أن “هذه اللوائح تُظهر بوضوح الفارق بين نهج الصين في التعامل مع الفساد وغياب مثل هذه الآليات في النظام الغربي. ويكفي النظر إلى كيفية امتداد القواعد الصينية من القضايا الكبرى إلى أدق التفاصيل، مثل الوجبات الرسمية ورحلات العمل، لإدراك الاختلاف الجوهري في النهج”.
Xi يُقدّم مثالًا يُحتذى به. فخلال أكثر من 100 جولة تفقدية داخلية قام بها منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، دأب على تجنّب أي ترتيبات خاصة، مُفضِّلًا الالتزام بالعادات المحلية وتقليل أي إزعاج للسكان المحليين إلى أدنى حد.
بعد ثلاثة أيام فقط من صدور “قرار النقاط الثماني”، قام Xi بزيارة إلى مقاطعة غوانغدونغ في جنوبي الصين. وقد رفض الإقامة في جناح رئاسي، واختار بدلًا من ذلك الإقامة في جناح عادي بأحد الفنادق. وفي الفندق، فضّل Xi تناول وجبة بسيطة بنظام البوفيه، وأنهى وجبته في أقل من 20 دقيقة.
مكافحة الفساد من أجل الشعب
شدد Xi على أنه “عندما يُقيِّمُ عامةُ الناس بنية سلوك الحزب، فإنهم لا ينظرون أساسًا إلى عدد الاجتماعات التي عُقدت، أو عدد الخطب التي أُلقيت، أو عدد الوثائق التي صدرت، بل إلى المشكلات التي تم حلّها”.
بالنسبة للرئيس الصيني، فإن حملة مكافحة الفساد تضمن أن تُستخدم السلطة الموكلة إلى الحزب في خدمة الشعب.
ودعا اجتماع يوم الخميس إلى مواصلة الجهود لمعالجة مظاهر سوء السلوك والفساد التي تمس حياة الناس بشكلٍ مباشر، وتحقيق نتائج ملموسة يشعر بها الجمهور.
وتبرز النتائج العملية هذا الالتزام بوضوح. في مقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين، كشف نموذج رقابي قائم على البيانات عن حالات اختلاس لإعانات التدريب المهني. وفي بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين، أسهم تعزيز الرقابة حاليًا في حماية سلامة الأغذية وإدارة التمويل في المدارس الابتدائية والثانوية. وعلى مستوى البلاد، تُسهم الإصلاحات في تحسين الرقابة على موارد رعاية المسنين والمساعدات الطبية، بما يضمن وصول الأموال العامة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.
